استقرار الدولار مع ترقب الأسواق لتقرير الوظائف الأمريكي

استقرار الدولار مع ترقب الأسواق لتقرير الوظائف الأمريكي
ظل الدولار مستقرًا قرب أدنى مستوياته في ثلاث سنوات ونصف هذا الأسبوع، وذلك صباح الخميس، قبيل صدور تقرير الوظائف الأميركي المرتقب، بينما عزز اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة وفيتنام التوقعات بشأن إبرام صفقات مماثلة قبل دخول التعريفات الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ في 9 يوليو.
وارتفع الجنيه الإسترليني قليلًا بعد تراجعه بنسبة تقارب 1% يوم الأربعاء، حين أصدرت رئاسة الوزراء البريطانية بيانًا يؤكد دعم رئيس الوزراء كير ستارمر لوزيرة المالية رايتشل ريفز، في أعقاب شائعات عن احتمال إقالتها بسبب مخاوف المستثمرين بشأن الأوضاع المالية في بريطانيا.
إقرأ أيضاَ | سعر البلاتين يجدد نشاطه الإيجابي– توقعات اليوم 3-7-2025
كما استقرت أسعار السندات الحكومية البريطانية بعد موجة بيع حادة يوم الأربعاء، والتي جاءت عقب ظهور عاطفي لريفيز في البرلمان، بعد أن اضطرت الحكومة للتراجع عن إصلاحات الرعاية الاجتماعية نتيجة ضغوط حزبية.
وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% إلى 1.3665 دولار، في حين ظل اليورو دون تغير يُذكر عند 1.180 دولار، مقتربًا من أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2021 والذي سجله مطلع الأسبوع. أما الين الياباني فقد تراجع قليلًا إلى 143.80 ينًا مقابل الدولار.
وقالت كارول كونغ، استراتيجيتة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، إن “الأسواق قلقة من احتمال استبدال ريفز بشخص أقل التزامًا بالقواعد المالية الصارمة، وأكثر استعدادًا لزيادة الاقتراض”.
وأضافت: “الجنيه قد يظل تحت ضغط هبوطي ما لم تتخذ الحكومة البريطانية خطوات لاستعادة ثقة السوق في ماليتها العامة”.
أما مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة مكونة من ست عملات رئيسية، فقد استقر عند 96.748، محافظًا على قربه من أدنى مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، ويتجه لتسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 0.5%.
ترقب لتقرير الوظائف الأمريكي
تتجه الأنظار اليوم إلى تقرير الوظائف الشامل لوزارة العمل الأميركية لشهر يونيو، والذي من المتوقع أن يُظهر ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، بحسب استطلاع أجرته رويترز.
وكان تقرير خاص صدر الأربعاء قد رسم صورة قاتمة لسوق العمل، ما دفع المتداولين إلى تعديل توقعاتهم بشأن توقيت خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وأظهرت بيانات LSEG أن الأسواق الآن تسعر احتمال خفض الفائدة في يوليو بنسبة 25%، ارتفاعًا من 19% في اليوم السابق.
وقال ماكس ماكني، استراتيجي الأسواق العالمية في “جي بي مورغان لإدارة الأصول”، إن “بيانات اليوم ستسلط الضوء من جديد على مخاوف النمو، ومن المرجح أن تزداد الضغوط على الفيدرالي لتسريع وتيرة خفض الفائدة”.
وأضاف: “مع بقاء التضخم بعيدًا عن الهدف أكثر من البطالة، يجب على الفيدرالي التمسك بموقفه. لا ينبغي أن يكون ضعف تقرير واحد عن سوق العمل سببًا كافيًا لتغيير السياسات”.
صفقات تجارية مرتقبة
وقبيل الموعد النهائي للتعريفات الجمركية في 9 يوليو، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق تجاري مع فيتنام، وأشار إلى إمكانية التوصل إلى صفقات مماثلة مع دول أخرى.
ورغم شح التفاصيل، ذكر ترامب أن الصادرات الفيتنامية ستخضع لتعريفة بنسبة 20%، بينما ستُفرض رسوم بنسبة 40% على السلع التي تُشحن عبر فيتنام بعد دخولها من دول ثالثة، في محاولة لمنع ما يُعرف بـ”التحايل التجاري”.
وسجل الدونغ الفيتنامي أدنى مستوى له على الإطلاق، مع توقعات محللي UBS بأن يقوم البنك المركزي بالسماح بانخفاض تدريجي في سعر الصرف للتخفيف من أثر الرسوم الجمركية على المصدّرين.
في المقابل، لا تزال المفاوضات مع دول أخرى تسير ببطء. فقد ذكرت اليابان أنها تتحفظ على بعض البنود لأسباب تتعلق بـ”المصلحة الوطنية”، بينما قال الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ إن المفاوضات مع الولايات المتحدة لا تسير بسلاسة، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع تأكيد ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي الثلاثاء المقبل.
وفي الأثناء، صوّت الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي لصالح خطوة إجرائية تسمح بالمضي قدمًا في مناقشة مشروع قانون ضخم للضرائب والإنفاق طرحه ترامب، تمهيدًا للتصويت النهائي عليه. ومن المتوقع أن يضيف المشروع 3.3 تريليون دولار إلى الدين العام المتصاعد، ما أثار قلقًا متزايدًا في أسواق السندات حول العالم بشأن العجز الحكومي، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في دول كبرى مثل اليابان أيضًا.