انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024: كيف سيؤثر فوز ترامب أو هاريس على الأسواق المالية؟
انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024: كيف سيؤثر فوز ترامب أو هاريس على الأسواق المالية؟
تسود أجواء من الهدوء والحذر والعزوف عن المخاطرة في معظم أسواق المال العالمية، إذ يستعد المستثمرون لمتابعة عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تنطلق يوم الثلاثاء الموافق 5 نوفمبر. من المتوقع أن تحسم هذه الانتخابات المواجهة المحتدمة بين مرشحة الحزب الديمقراطي “كامالا هاريس” ومرشح الحزب الجمهوري “دونالد ترامب”، مما يضفي مزيدًا من التوتر على الأسواق التي تنتظر نتائج قد تؤثر بشكل كبير على السياسات الاقتصادية المستقبلية.
إقرأ أيضاَ | الفوركس اليوم: تراجع الدولار الأمريكي مع تقارب نتائج استطلاعات الرأي حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية
تُعد انتخابات الرئاسة الأمريكية حدثًا محوريًا ليس فقط على صعيد الولايات المتحدة، بل لها أيضًا تأثيرات كبيرة و عميقة على الاقتصاد العالمي. ويُعتبر هذا السباق الانتخابي حاسمًا على نطاق واسع، حيث إن النتائج قد تُعيد تشكيل السياسة الاقتصادية في الولايات المتحدة، مما يؤثر بشكل كبير على الاستثمارات والأسواق المالية في جميع أنحاء العالم. تاريخيًا، أثبتت انتخابات الرئاسة الأمريكية قدرتها على التأثير على الأسواق المالية، حيث استجاب المستثمرون دائمًا للقرارات والسياسات المحتملة التي يمكن أن يتبناها الفائز. تشير التوقعات إلى أن فوز هاريس قد يؤدي إلى استمرارية السياسات الاقتصادية الحالية فى الولايات المتحدة دون أي تغييرات جوهرية.
الثلاثاء الكبير
تسود أجواء من الترقب في الولايات المتحدة مع اقتراب “الثلاثاء الكبير” في الانتخابات الرئاسية، حيث يتضح وجود تقارب غير مسبوق بين نائبة الرئيس كامالا هاريس و الرئيس السابق دونالد ترامب. يُعتبر “الثلاثاء الكبير” نقطة تحول رئيسية في الحملة الانتخابية، حيث يترقب الناخبون بفارغ الصبر نتائج الانتخابات، ومن المتوقع أن تلعب الولايات المتأرجحة دورًا حاسمًا في تحديد هوية الرئيس القادم.
تاريخيًا، كانت ولايات مثل بنسلفانيا وأريزونا وجورجيا تمثل مفاتيح حاسمة، وقد يتكرر هذا الأمر في الانتخابات الحالية التي تُجرى في 5 نوفمبر. إن “الثلاثاء الكبير” سيكون محطة حاسمة في تاريخ الانتخابات الأمريكية، وسنكون بانتظار ما ستسفر عنه هذه المواجهة المحتدمة بين هاريس و ترامب.
استطلاعات الرأي
وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، يتعادل هاريس و ترامب بنسبة 49% لكل منهما، مما يجعل كل صوت يحتسب له قيمة كبيرة، هذا التعادل يسلط الضوء على حالة الاستقطاب الشديد التي تعيشها الولايات المتحدة فى الوقت الحالي، حيث أصبحت الفروقات الطفيفة في نسبة المشاركة الانتخابية تلعب دورًا حاسمًا في تحديد الفائز.
وتشير بعض الإحصاءات إلى تقدم طفيف لهاريس على الصعيد الوطني، لكن السباق في العديد من الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيغان ما زال محتدمًا، مما يزيد من أهمية هذه الولايات في تحديد الفائز. أظهر استطلاع صحيفة “دي موين ريجستر” في ولاية أيوا تقدمًا لهاريس بفارق 3 نقاط مئوية على ترامب، مما يُعتبر مؤشرًا قويًا على أدائها المحتمل في ولاية ويسكونسن المجاورة، خاصة بين الناخبات. قال محللون من جي بي مورجان في مذكرة: “منذ الأسبوع الماضي، تشهد هاريس تقدمًا في استطلاعات الرأي، وهو ما أبرزته استطلاعات “سيلزر” في ولاية “أيوا” ، والتي يستخدمها البعض كمؤشر على الأداء في الولايات الحاسمة ضمن الجدار الأزرق.
أظهرت منصة المراهنات “بريديكت إت” أن هاريس حققت 54 سنتًا مقارنة بـ 52 سنتًا لترامب ،وهو ما يعكس ما يرغب المستثمرون في المراهنة عليه للحصول على فرصة للفوز بدولار واحد ،وذلك مقارنة بـ 42 سنتًا لهاريس و61 سنتًا لترامب قبل أسبوع فقط.
قضايا اقتصادية جوهرية
الانتخابات الأمريكية المزمع إجراؤها يوم الثلاثاء ستترك بصمة عميقة على اقتصاد الوليات المتحدة، حيث ستحدد تداعياتها معايير جديدة للضرائب المفروضة على الأمريكيين وتوجهات البلاد في التجارة الدولية. كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، و دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، يعكسان رؤى سياسية واقتصادية متباينة بشكل حاد. هذه الرؤى لن تؤثر فقط على سياسات الهجرة وسوق العمل، بل ستحدد أيضًا كيفية إدارة موارد الطاقة وتكاليف المعيشة اليومية، بدءًا من أسعار السلع الأساسية وصولاً إلى أسعار الفائدة على القروض التي تتحملها الأسر والشركات.
الآثار الاقتصادية لهذه الانتخابات لن تقتصر على شخصية الرئيس المنتخب فقط، بل ستتأثر بشكل كبير أيضًا بالسيطرة الحزبية على الكونغرس. هذه السيطرة ستكون حاسمة فيما يتعلق بالموافقة على التغييرات الضريبية، رغم أن للرئيس صلاحيات واسعة لاتخاذ قرارات إستراتيجية خاصة في مجالات التجارة والهجرة.
الضرائب
تسعي “كامالا هاريس” إلى بتمديد تخفيضات الضرائب للفئات المتوسطة مع رفعها على الأثرياء والشركات الكبيرة، وتقديم إعفاءات إضافية للأسر والشركات الصغيرة. وفى المقابل يسعي “دونالد ترامب” إلى لتمديد تخفيضات ضريبية حالية وخفض ضرائب الشركات، مع تعويض خسائر الإيرادات عبر تعريفات على الواردات. تشكيل الكونغرس القادم سيكون حاسماً في تحديد السياسات الضريبية المستقبلية، خاصة في ظل انتهاء صلاحية التخفيضات الضريبية لعام 2017.
التجارة
تدعم “كامالا هاريس” سياسات الرئيس الأمريكي الحالي “جو بايدن” التجارية وتحذر من أن خطط ترامب قد تفرض ضريبة مبيعات وطنية ،وتعارض الاستحواذ الأجنبي على الصناعات الحساسة. وفى المقابل يقترح “دونالد ترامب” زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية لإجبار الشركات على إعادة الإنتاج إلى الولايات المتحدة، مما قد يخفض الناتج المحلي الإجمالي ويزيد التضخم فى البلاد ، ويعارض أيضًا الاستحواذ الأجنبي على الصناعات الحساسة.
الهجرة
تخطط هاريس لاتخاذ إجراءات محدودة لتقليل العبور غير القانوني للحدود، وهي سياسة ستتطلب دعماً من كلا الحزبين في حالة وجود كونغرس منقسم بعد الانتخابات. للرئيس الجديد صلاحيات واسعة في ما يتعلق بالهجرة. فى المقابل وعد ترامب بترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين، مما قد يؤثر سلباً على قطاعات مثل البناء والضيافة والتجزئة، ويزعزع سوق العمل والأعمال التجارية بتكلفة باهظة.
الطاقة
تميل كامالا هاريس إلى التحول نحو الطاقة النظيفة ، مع التعهد بخفض تكاليف الطاقة المنزلية، وتركز على مواجهة أزمة المناخ من خلال الطاقة النظيفة وحماية الأراضي العامة. فى المقابل يتبنى دونالد ترامب شعار “احفر بجد”، حيث يعد بتقليل اللوائح التنظيمية المتعلقة بإنتاج النفط والغاز الطبيعي والفحم، مع إتاحة المزيد من الأراضي الفيدرالية لإنتاج الوقود الأحفوري مما سيؤدي إلى تخفيض التكاليف.
كما قال الرئيس السابق إنه سيعمل على إنهاء سياسات إدارة الرئيس الحالي جو بايدن التي تقدم دعماً لتعزيز توليد الطاقة الخضراء.
العجز
يقول المحللون إن العجز المالي سيزداد تحت خطط كلا المرشحين، لكن خطة ترامب قد تضاعف العجز تقريباً مقارنة بخطة هاريس. وفقاً لتقديرات لجنة المسؤولية المالية الفيدرالية، ستضيف خطة هاريس 3.95 تريليون دولار للعجز على مدى عقد، بينما قد تضيف خطة ترامب 7.75 تريليون دولار. قد يؤدي العجز المتزايد إلى ارتفاع معدلات الفائدة وتكاليف الاقتراض. رغم ذلك، يبدي المستثمرون حالياً اهتماماً بشراء سندات الخزانة الأمريكية.
ويشير هذا الأمر إلى انحسار القلق بشأن السياسة المالية الأمريكية، رغم التحذيرات من مسار مالي غير مستدام قد يؤدي إلى تقلبات في الأسواق.
ملف الصين
العالم يترقب بفارغ الصبر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لمعرفة من سيقود أكبر اقتصاد عالمي، إلا أن الصين قد تكون الاستثناء الوحيد لهذا الحماس. على الرغم من الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة، هناك إجماع واسع بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تبني موقف صارم تجاه بكين.
دونالد ترامب أعلن نيته استئناف سياساته التجارية المتشددة ضد الصين، بما في ذلك فرض تعريفات جمركية تتراوح بين 10% و60% على الواردات الصينية. في المقابل، أشارت كامالا هاريس إلى نهج مختلف يقوم على تقليل المخاطر مع الصين بدلًا من الانفصال التام عنها.
يرى الخبراء أن النهج الأمريكي تجاه الصين سيبقى متشدداً، ولكن الفروقات تكمن في كيفية تنفيذ هذه السياسات؛ إذ سيعتمد الأمر على أسلوب كل مرشح في التعامل مع بكين، سواء عبر التصعيد المباشر أو استراتيجيات أكثر توازناً.
الدولار الأمريكي
يعتقد المحللون أن سياسات ترامب الطموحة بشأن الهجرة والتخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية من شأنها أن تضع ضغوطًا صعودية على التضخم وعوائد السندات والدولار الأمريكي. فى المقابل يُنظر إلى هاريس على أنها مرشحة الاستمرارية و الاحتفاظ بالسياسات المالية والنقدية بدون أي تغييرات جوهرية، وهو ما سيؤدي إلى بقاء الضغوط السلبية قائمة على عوائد السندات و الدولار الأمريكي.
قال محلل في شركة بيبرستون للوساطة “كريس ويستون”: على نطاق واسع يعتبر أن فوز ترامب سيكون إيجابيًا للدولار الأمريكي، رغم أن العديد يرون أن هذا الاحتمال قد تم استيعابه بالفعل. وأضاف ويستون: يمكن أن يكون لرئاسة ترامب مع سيطرة كاملة على الكونغرس التأثير الأكبر، حيث يتوقع أن تؤدي إلى عمليات بيع مكثفة في سندات الخزانة مما يتسبب في ارتفاع كبير في الدولار الأمريكي.
وأوضح ويستون: فوز هاريس وانقسام الكونغرس سيؤدي على الأرجح إلى تراجع سريع للصفقات المرتبطة بترامب وخروجها من التسعير، ومن المرجح أن يتراجع الدولار الأمريكي.
الذهب وحاجز 3,000 دولارًا للأونصة
يتوقع معظم المحللين والخبراء أن يؤدي فوز الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” المحتمل فى الانتخابات الرئاسية والوصول إلى سدة الحكم فى الولايات المتحدة إلى ارتفاع كبير فى أسعار الذهب.
- تأثير ترامب السابق على أسعار الذهب، خلال فترة رئاسته السابقة، تبنى ترامب سياسات اقتصادية وتجارية مثيرة للجدل، شملت فرض رسوم جمركية على الصين و الدخول في حروب تجارية مع دول أخرى.
- تأثير ترامب المحتمل على أسعار الذهب، يتوقع المحللون والخبراء أن يؤدي فوز الرئيس السابق دونالد ترامب المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية جديدة.
- أراء وتحليلات: قال الخبير الاقتصادي في مجموعة جولدمان ساكس “مايكل موريسون”: فوز ترامب من شأنه أن يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، بسبب توجهاته الاقتصادية غير التقليدية وتصريحاته المثيرة للجدل، وهذا قد يكون دافعًا لارتفاع أسعار الذهب مرة أخرى.
الأسهم الأمريكية فى وول ستريت
تسود تكهنات لدى بعض الأوساط بأن “الأسهم الأمريكية فى وول ستريت” تراهن على فوز ترامب فى السباق الانتخابي المحتدم. عند النظر إلى الاستثمارات الفعلية في سوق الأسهم بناءً على هذه التوقعات، يبدو أن الهدوء هو السمة الأساسية.
ويدرك المحترفون في مجال الاستثمار أن التنبؤ بالفائز في الانتخابات قبل حدوثها يمكن أن يحقق مكاسب كبيرة، لكن المشكلة تكمن في أن الانتخابات الحالية متقاربة الفرص للغاية، مما يجعل مخاطر الخطأ عالية للغاية بالنسبة للكثيرين.
البتكوين ومستويات تاريخية
شهر أكتوبر المنصرم كان مختلفاً عن المعتاد في عالم العملات المشفرة، حيث لم تشهد الأسعار الارتفاعات التقليدية التي اعتاد عليها مجتمع التشفير، مما يخالف التوقعات التي أكسبت الشهر سابقاً لقب “أبتوبر ” (Uptober).
أعرب الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة عن دعم العملات المشفرة في الولايات المتحدة، وقال إنه يخطط لجعل بلاده “عاصمة الكوكب للعملات المشفرة”.
قال ترامب: أنه إذا لم تتبن الولايات المتحدة تكنولوجيا التشفير و البتكوين فإن الصين ستتبناها. وأضاف ترامب: إن واشنطن لن تسمح لبكين بالهيمنة ولا يريدها أن تكون ناجحة فى هذا الموضوع.
وبفضل تلك التعليقات يُنظر لفوز ترامب فى الانتخابات أنه دعم قوي لأسعار البتكوين والأصول المشفرة، مما يرشح أكبر عملة مشفرة إلى المزيد من الصعود إلى مستويات تاريخية جديدة قبل نهاية هذا العام.