الين الياباني يسجل أعلى مستوى فى 7 أشهر وسط تحولات اقتصادية مذهلة
الين الياباني يسجل أعلى مستوى فى 7 أشهر وسط تحولات اقتصادية مذهلة
ارتفع الين الياباني على نطاق واسع بالسوق الأسيوية يوم الاثنين ليوسع مكاسبه لليوم الخامس على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،مسجلاً أعلى مستوى فى سبعة أشهر ،وسط تحولات اقتصادية مذهلة فى اليابان والولايات المتحدة.
تلك التحولات التي دفعت بنك اليابان الأسبوع الماضي إلى رفع أسعار الفائدة اليابانية للمرة الثانية هذا العام ،مع الإعلان عن برنامج تشديد كمي عدواني ،ورفعت بقوة احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 50 نقطة أساس فى سبتمبر المقبل.
إقرأ أيضاَ | التحليل الفني للمؤشرات العالمية : مؤشر الداو جونز – مؤشر ستاندرد آند بورز – المؤشر الألماني. ليوم الاثنين 05-08-2024.
الاستمرار فى رفع أسعار الفائدة اليابانية فى مقابل إجراء تخفيضات كبيرة فى أسعار الفائدة الأمريكية سيقلص بلا أدنى شك الفجوة الحالية فى أسعار الفائدة بين اليابان و الولايات المتحدة ،وهو ما يؤدي حاليًا على تسارع تفكيك صفقات الكاري ين.
هبوط العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات لأدنى مستوى فى 14 شهرًا ،يقلص فجوة عوائد السندات طويلة الأجل بين اليابان والولايات المتحدة ،ويجعل عائدات اليابان من العملة هدفًا استثماريًا للمشترين على المكشوف وتمويل الصفقات ، وهو ما يصب فى صالح ارتفاع سعر صرف الين الياباني.
نظرة سعرية
•سعر صرف الين الياباني اليوم :تراجع الدولار مقابل الين بنسبة 1.9 % إلى (143.56¥) الأدنى منذ 9 يناير الماضي، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند (146.36¥)، و سجل أعلى مستوى عند (146.56¥).
•أنهي الين الياباني تعاملات الجمعة مرتفعًا بنسبة 1.9% مقابل الدولار الأمريكي ، فى رابع مكسب يومي على التوالي ،بعد صدور بيانات أسوأ من التوقعات عن سوق العمل فى الولايات المتحدة.
•حقق الين ارتفاع بنسبة 4.7% الأسبوع الماضي مقابل الدولار ، فى خامس مكسب أسبوعي على التوالي ،وبأكبر مكسب أسبوعي منذ نوفمبر 2022 ،بفضل البنك المركزي الياباني.
البنك المركزي الياباني
•رفع بنك اليابان الأسبوع الماضي أسعار الفائدة بنحو 15 نقطة أساس إلى نطاق 0.25 % كأعلى مستوى منذ عام 2008.
• يعتبر هذا الرفع هو الثاني هذا العام ،بعد خروج بنك اليابان من أسعار الفائدة السلبية فى مارس الماضي.
•أعلن بنك اليابان عن تقليص مشتريات السندات الحكومية بنحو 400 مليار ين لكل ربع سنة ،وصولاً إلى شراء نحو 3 تريليون ين شهريًا فى الربع الأول من عام 2026.
•ينفذ البنك المركزي الياباني حاليًا عمليات شراء سندات حكومية بنحو 6 تريليون ين شهريًا.
•قال محافظ البنك المركزي الياباني “كازو أويدا”: سنواصل رفع أسعار الفائدة في البلاد مع تعديل وتيرة التيسير النقدي، إذا تحققت توقعاتنا الاقتصادية الحالية للأسعار.
تحولات اقتصادية
جاء قرار بنك اليابان بسبب التحولات الاقتصادية المذهلة فى البلاد ،خاصة المخاطر الصعودية التي تواجه مستويات الأسعار ،والاستهلاك الشخصي الذي لا يزال قويًا بالرغم من تأثيرات التضخم الواضحة حاليًا.
هذا بالإضافة إلى ارتفاع الأجور ومستويات الدخل التي تقدم دعمًا إضافيًا للاستهلاكي الشخصي ،بجانب زخم نمو الأجور الذي أصبح متزايدًا على نطاق واسع سواء بالشركات الصغيرة أو المتوسطة الحجم ،وأسعار الواردات تشهد ارتفاعًا متزايدًا مرة أخرى.
وفى الولايات المتحدة ،يتوالي صدور البيانات الاقتصادية الضعيفة ،خاصة تلك المتعلقة بسوق العمل الصادرة يوم الجمعة ،والتي جددت مخاوف ركود أكبر اقتصاد فى العالم ، وعززت من احتمالات إجراء مجلس الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات أعمق فى أسعار الفائدة الأمريكية.
الفائدة اليابانية
إذا استمرت الضغوط التضخمية فى التصاعد على صانعي السياسة النقدية فى بنك اليابان ،فمن غير المستبعد قيام البنك المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام فى اجتماع 20 سبتمبر المقبل.
الفائدة الأمريكية
بعد تقرير الوظائف الصادر فى واشنطن يوم الجمعة ،والذي تتضمن بيانات قاتمة عن حالة سوق العمل الأمريكي ،والتي تظهر تسارع الركود فى الولايات المتحدة ،ارتفعت احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس فى سبتمبر المقبل من 10% إلى 80%.
فجوة أسعار الفائدة
لقد باع المستثمرون الين بلا هوادة لعدة أشهر، نظرًا لانخفاض أسعار الفائدة في اليابان مقارنة بأي مكان آخر خاصة الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى إلى تراكم المواقف الهبوطية في العملة اليابانية والتي اضطر البعض إلى تفكيكها.
لقد خلقت فجوة أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان فرصة تجارية مربحة للغاية، حيث يقترض المتداولون الين بأسعار منخفضة للاستثمار في الأصول المسعرة بالدولار للحصول على عائد أعلى، والمعروفة باسم تجارة “الكاري تريد”.
وبعد قرارات البنك المركزي الياباني ومجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي ، تقلصت فجوة أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة إلى 525 نقطة أساس لصالح أسعار الفائدة الأمريكية كأقل فجوة منذ يوليو 2023 .
وفى ضوء الاحتمالات القائمة حاليًا فمن المتوقع أن تتقلص الفجوة إلي 475 نقطة أساس فى سبتمبر المقبل ،مع تثبيت أسعار الفائدة اليابانية بدون تغيير.
عائد السندات الأمريكية
انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الاثنين بنسبة 1.8 نقطة مئوية ،ليعمق خسائره للجلسة الثامنة على التوالي ،مسجلاً أدنى مستوى فى 14 شهرًا عند 3.725% ، الأمر الذي يقلص من فرص الاستثمار فى الدولار الأمريكي.
يأتي هذا التطور فى سوق السندات الأمريكية ،بعدما عززت نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي وبيانات سوق العمل الضعيفة فى الولايات المتحدة من احتمالات خفض أسعار الفائدة الفيدرالية فى سبتمبر المقبل بنحو 50 نقطة أساس.
تقلص فجوة عوائد السندات طويلة الأجل بين اليابان والولايات المتحدة ،يجعل عائدات اليابان من العملة هدفًا استثماريًا للمشترين على المكشوف وتمويل الصفقات ، وهو ما يصب فى صالح ارتفاع سعر صرف الين الياباني.
توقعات حول أداء الين الياباني
•قال محللو بنك باركليز إن العملة اليابانية كانت الأكثر شراءً بين العملات الرئيسية والثانوية فى سوق صرف العملات الأجنبية، وبالتالي فإن الحد الأقصى لمزيد من الأداء المتفوق في الأمد القريب يبدو مرتفعًا.
•قال كبير استراتيجي العملات فى ميزوهو للأوراق المالية فى طوكيو “ماسافومي ياماموتو” :تتوقع السوق خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه في سبتمبر، وهو ما أعتقد أنه سيكون مبالغًا فيه.
•وأضاف ياماموتو:يظهر الاقتصاد الأميركي علامات تباطؤ لكن الأمر ليس سيئا كما تتوقعه السوق. وأوضح ياماموتو:لكن الزخم في الأمد القريب قد يبقي على عمليات البيع مستمرة، حيث تشير المستويات الفنية أيضا إلى المزيد من مكاسب الين الياباني.