أخبار إقتصادية

الاحتياطي الفيدرالي المتشدد يشكل تهديدًا أكبر من ‏تباطؤ الاقتصاد الصيني!‏

الاحتياطي الفيدرالي المتشدد يشكل تهديدًا أكبر من ‏تباطؤ الاقتصاد الصيني!‏ وسط مخاوف من تفاقم ركود الاقتصاد العالمي خلال الفترة ‏المقبلة ،بسبب تباطؤ وتعثر الأنشطة الاقتصادية فى الصين ، ‏لكن بعد “التوقف المتشدد” الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ‏أصبح يمثل التهديد الأكبر فى معظم أنحاء العالم.‏

إقرأ أيضاَ | الذهب دون 1,900 دولارًا للمرة الأولى فى 5 أسابيع بسبب ضغط ‏الدولار الأمريكي.

لمح الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي إلى وجود زيادة ‏إضافية فى أسعار الفائدة الأمريكية قبل نهاية هذا العام ،مع ‏تقليص التخفيضات المتوقعة سابقًا فى أسعار الفائدة خلال ‏عامي 2024 و 2025 نقطة أساس.‏

وعليه بات واضحاً أن أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة يرجح ‏أن تبقي مرتفعة فى ضوء تراجع خطر الركود الاقتصادي و ‏التضخم الذي يظهر علامات أنه باق لفترة طويلة.‏

وهذا الأمر يبدو أنه غير مرحب بيه فى أسواق المال العالمية ، ‏والتي كانت تنتظر وجود تخفيضات مبكرة فى أسعار الفائدة ‏الأمريكية بداية من أواخر العام الجاري.‏

بدأ التجار والمستثمرون إلى حد ما فى استيعاب أن سعر الفائدة ‏على الأموال الفيدرالية قد يظل ثابتاً عند مستواه الحالي عند ‏‏5.50% وهو الأعلى خلال 22 عاماً ،إلى النصف الثاني من العام ‏المقبل على الأقل.‏

ومجلس الاحتياطي الفيدرالي المتشدد سوف يجبر دول كثيرة فى ‏أنحاء العالم “نامية ومتوسطة الدخل” على تأجيل خططها لخفض ‏أسعار الفائدة ،حتى لو كان ذلك سوف يؤدي إلى كبح النمو ‏الاقتصادي.‏

وذلك لأن خفض أسعار الفائدة مبكرًا فى تلك الدول سوف يؤدي ‏إلى إطلاق موجة تدفقات خارجة لرأس المال من شأنها أن تزعزع ‏الاستقرار المالي.‏

قوة الدولار الأمريكي

قرارات الاحتياطي الفيدرالي تؤثر بأشكال مختلفة على الدول ‏النامية ومتوسطة الدخل ،ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية يزيد من ‏جاذبية الاستثمارات بالدولار الأمريكي.‏

فيسحب ذلك الأموال من أسواق تلك الدول ويتسبب بانخفاض ‏قيم عملاتها، كما يعقد هذا الوضع الضغوط التضخمية ويزيد من ‏صعوبة سداد السندات المقومة بالدولار الأمريكي.‏

الاقتصادات الناشئة

تظهر البيانات الأخيرة لصندوق النقد الدولي أن الاقتصادات ‏الناشئة والنامية تنمو الآن بمعدلات تمكن مقارنتها بنظيراتها في ‏الاقتصادات المتقدمة.‏

وكانت الاقتصادات الناشئة تتفوق على الاقتصادات المتقدمة ‏بشكل واضح خلال أغلب الفترات منذ بداية القرن الحالي ،لكن ‏الوضع تقارب بسبب أسعار الفائدة المرتفعة لكبرى البنوك ‏المركزية العالمية.‏

وتلك الدول أمام معضلة كبيرة حاليًا. فبعد أن كانت مصدر جذب ‏قوي للاستثمارات المالية قبل فترة أسعار الفائدة العالمية ‏المرتفعة. أصبحت تبذل جهودًا مضاعفة سواء للاحتفاظ ‏بالاستثمارات القائمة أو جذب أي رؤوس أموال جديدة.‏

التباطؤ الصيني

تباطؤ الأنشطة الاقتصادية فى الصين. يؤدي دون شك إلى ‏ضغوط سلبية على عدد ليس بالقليل من الاقتصادات ،خاصة ‏تلك الناشئة فى آسيا . والتي تواجه دولها بالفعل الآن طلباً ضعيفاً ‏على صادراتها.‏

يتسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني في تداعيات على المستوى ‏الدولي. حيث يتسارع خروج المستثمرون الأجانب من الأسهم ‏القيادية الصينية منذ أشهر. وقد لعب ذلك دوراً في أطول فترة ‏مسجلة من التدفقات الخارجة من الأسهم الصينية.‏

الصين نفسها هي إحدى الدول المتأثرة بشدة بأسعار الفائدة ‏الأمريكية المرتفعة. حيث يدافع بنك الشعب الصيني بقوة عن ‏اليوان على نحو متزايد. إذ يطرح البنك الدولار للبيع بغرض دعم ‏اليوان ويحذر من أنه سيفرض عقوبات على المضاربين.

التهديد الأكبر ‏

قال العضو المنتدب في مجموعة الأسواق الناشئة بشركة تي ‏سي دبليو غروب. “دايفيد لوفينغر”: من حيث مسألة ما هو التهديد ‏الأكبر للاقتصاد العالمي؟. إن الجواب يقيناً هو مجلس الاحتياطي ‏الفيدرالي. فرغم القلق من تباطؤ الاقتصاد الصيني غير أنه ليس ‏بضخامة ما كان عليه فى 2008 و 2020. 

الاحتياطي الفيدرالي المتشدد يشكل تهديدًا أكبر من ‏تباطؤ الاقتصاد الصيني!‏

المصدر : اضغط هنا
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى