الين يستأنف خسائره بعد تمسك المركزي الياباني بالسياسة النقدية شديدة التساهل.
الين يستأنف خسائره بعد تمسك المركزي الياباني بالسياسة النقدية شديدة التساهل. تراجع الين الياباني بالسوق الأسيوية يوم الجمعة مقابل سلة من العملات العالمية ، ليستأنف خسائره التي توقفت بالأمس مقابل الدولار الأمريكي ،على وشك ملامسة أدنى مستوى فى عشرة أشهر مرة أخرى ،وذلك بعدما تمسك البنك المركزي الياباني بالسياسة النقدية التيسيرية “شديدة التساهل” والاستمرار فى دعم تعافي ثالث أكبر اقتصاد فى العالم.
إقرأ أيضاَ | التحليل الفني للمؤشرات العالمية : مؤشر الداو جونز – مؤشر ستاندرد آند بورز – المؤشر الألماني .ليوم الجمعة 22 -9 -2023.
ويضغط على الين أيضًا استمرار الصعود الواسع فى عائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات ،الأمر الذي يؤدي إلى اتساع الفجوة بين عوائد السندات طويلة الأجل بين اليابان و الولايات المتحدة.
سعر صرف الين الياباني اليوم
ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.4% إلى (148.18 ين) ، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند (147.57 ين)، وسجل أدنى مستوى عند (147.49 ين).
حقق الين يوم الخميس ارتفاعًا بنسبة 0.5% مقابل الدولار ، فى أول مكسب فى غضون الثلاثة أيام الأخيرة ،ضمن عمليات التعافي من أدنى مستوى فى عشرة أشهر المسجل فى وقت سابق من التعاملات عند 148.46 ينات.
بخلاف عمليات التعافي من مستويات منخفضة ،قال كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية أمس الخميس إن اليابان لن تستبعد أي خيارات لمعالجة التقلبات الزائدة فى سوق صرف العملات الأجنبية ،وأصدر تحذيرًا جديدًا من انخفاض قيمة الين إلى المستويات النفسية المهمة عند 150 ينات لكل دولار.
البنك المركزي الياباني
تماشيًا مع التوقعات ،قرر البنك المركزي الياباني اليوم الجمعة ،عدم إجراء أي تغييرات على أدوات السياسة النقدية التيسيرية ، والإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند المستوي القياسي سالب 0.1%.
وبالنسبة لسياسة التحكم في منحنى عوائد السندات الحكومية ، فقد قرر البنك المركزي الياباني الإبقاء على أهداف عائد السندات الحكومية فئة عشر سنوات دون تغيير عند مستوى 0.00 %، مع الإبقاء على الحد الأقصى للعائد عند مستوى 0.50%.
وأكد البنك على استمرار عمل التحكم فى منحني عوائد السندات الحكومة بمرونة أكبر صعوداً وهبوطاً ، وأن الحدين الأسفل (0.00%) والأعلى (0.50%) للعائد بمثابة نقطة مرجعية ،وليست كحدود صارمة فى عمليات السوق المفتوحة.
وقال بنك اليابان إنه من المناسب حالياً الإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير ، لدعم التعافي الاقتصادي فى البلاد ،وأكد على استمراره فى شراء السندات الحكومية على نطاق واسع ، و أوضح بأنه لن يتردد في اتخاذ تدابير تخفيف إضافية إذا لزم الأمر.
اجتماع يوليو
وفي اجتماع السياسة النقدية السابق في يوليو/تموز، خفف البنك المركزي الياباني من سيطرته على منحنى العائد للسماح لأسعار الفائدة طويلة الأجل بالتحرك بشكل أكبر بالتزامن مع ارتفاع التضخم ،وتعتبر تلك الخطوة هي أول تغيير في سياسة المحافظ ”كازو أويدا” منذ توليه منصبه في نيسان/أبريل الماضي.
واعتبر التحرك لتوسيع النطاق المسموح به لعائدات سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات. بنحو زائد أو ناقص 0.5 % من هدفه البالغ 0% إلى 1%. بمثابة بداية خروج تدريجي عن سياسة التحكم في منحنى العائد التي سنها المحافظ السابق “هاروهيكو كورود”.
توقعات وتوجهات
قدم العديد من الاقتصاديين توقعاتهم بشأن خروج أسرع من السياسة النقدية الفضفاضة للغاية. للبنك المركزي الياباني إلى وقت ما في النصف الأول من عام 2024. بعد أن أخبر المحافظ “كازو أويدا” صحيفة يوميوري. في مقابلة نشرت في 9 أيلول/سبتمبر. أن بنك اليابان يمكن أن يكون لديه بيانات كافية بحلول نهاية هذا العام لتحديد متى يمكن إنهاء أسعار الفائدة السلبية.
وعلى الرغم من أن التضخم الأساسي تجاوز هدف بنك اليابان المعلن بنسبة 2٪ لمدة 17 شهرا متتاليًا. إلا أن مسؤولي بنك اليابان كانوا حذرين بشأن الخروج من السياسة النقدية شديدة التساهل. والتي تم وضعها لمكافحة عقود من الانكماش في ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
ويرجع ذلك إلى ما يراه بنك اليابان على أنه نقص في التضخم المستدام. المستمد من النمو الهادف للأجور الذي يعتقد أنه سيؤدي إلى تأثير متسلسل إيجابي يدعم استهلاك الأسر والنمو الاقتصادي.
العائد على السندات الأمريكية
ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الجمعة بنسبة 0.3%. ليوسع مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي. مسجلاً أعلى مستوى فى 16 عامًا عند 4.509%. الأمر الذي يعزز من فرص الاستثمار فى الدولار الأمريكي.
يأتي هذا التطور فى سوق سندات الولايات المتحدة. بعد توقف متشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي . حيث أبقي المركزي الأمريكي هذا الأسبوع أسعار الفائدة ثابتة طبقًا لمعظم التوقعات عند نطاق 5.50% الأعلى فى 22 عام.
وأرجع هذا القرار إلى إعطاء الفرصة لظهور تأثير مسار التشديد النقدي على بيانات الاقتصاد الأمريكي. وأشار إلى أنه سيشدد السياسة مرة أخرى قبل أن يكمل دورة رفع أسعار الفائدة. محفظًا على توقعاته حول وجود زيادة إضافية بنحو 25 نقطة أساس قبل نهاية هذا العام.
وبعد تلك الزيادة المنتظرة، أشار المركزي الأمريكي إلى أنه سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في عام 2024. ولكن بوتيرة أبطأ مما اقترح في توقعات حزيران/يونيو. ومن المرجح أيضًا أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
استمرار ارتفاع عوائد السندات الأمريكية ،يضغط بالسلب على سعر صرف الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي. حيث تتسع الفجوة بين عوائد السندات طويلة الأجل بين اليابان و الولايات المتحدة.
الين يستأنف خسائره بعد تمسك المركزي الياباني بالسياسة النقدية شديدة التساهل.