لماذا تخلى الدولار على بعض أرباحه رغم ارتفاع التضخم وبأعلى من المتوقع؟
لماذا تخلى الدولار على بعض أرباحه رغم ارتفاع التضخم وبأعلى من المتوقع؟ شهد الدولار الأمريكي ارتفاعا واضحا منذ التعاملات المبكرة من يوم الأربعاء وسط ترقب المستثمرين صدور بيانات التضخم الأمريكية الهامة للغاية، ولكن بعد صدورها تعرض الدولار لتقلبات عنيفة دفعته للتخلي عن جزء من أرباحه المبكرة، رغم أن التضخم تسارع بوتيرة فاقت التوقعات.
إقرأ أيضاَ | جي بي مورجان: الفيدرالي الأمريكي يغامر بالاقتصاد في سبيل كبح التضخم.
الدولار الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بنسبة 0.14% إلى 104.682 نقطة، بعدما كان قد ارتفع في وقت سابق من الجلسة بنحو 0.26%.
أبرز العوامل التي أثرت على تحركات الدولار
أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية يوم الأربعاء نموا قويا في مؤشر أسعار المستهلك فاق التوقعات خلال شهر أغسطس الماضي، حيث تسارع التضخم العام على أساس شهري إلى 0.6%، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف قراءة الشهر السابق، وعلى أساس سنوي، ارتفع التضخم العام بمقدار 50 نقطة أساس إلى 3.7%، بعدما كانت الأسواق تشير لارتفاعه من 3.2% إلى 3.6% فقط.
وادت تلك القراءة المفاجئة إلى صعود قوي في مؤشر الدولار فور صدور البيانات مباشرة، ولكن لم يلبث إلا أن تخلى عن تلك الأرباح القوية بجانب جزء كبير من مكاسبه المبكرة بالجلسة، بعدما لاحظ المستثمرون أن هذه الزيادة كانت مدفوعة إلى حد كبير بالقفزة الشهرية في أسعار الطاقة التي تأثرت بارتفاعات أسعار النفط، حيث قفزت أسعار الجازولين بنسبة 10.6% عن الشهر الماضي، مما دفع الدولار للتراجع مرة أخرى.
ومن ناحية أخرى،
فيد تباطأ مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية – المحسوب بعد استثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة بشكل كبير – بنسبة 0.3% على أساس شهري، وهو ما جاء أعلى من التوقعات البالغة 0.4%, ولكن على أساس سنوي تباطأ التضخم الأساسي بواقع 0.4% ، ليسجل 4.3%، بما يتماشى مع التوقعات وهو ما يمثل أخبارا مرحبا بها لدي الاحتياطي الفيدرالي ، وكان هذا ما عزز عمليات البيع على الدولار بعد ذلك.
ورغم ارتفاع التضخم العام بما فاق التوقعات، إلا أن التضخم الاساسي أظهر تباطؤا عكس مدى تأثره بدورة التشديد النقدي التي بدأها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ العام الماضي واستمرت حتى الآن، حيث ان الطلب على الخدمات وغيرها تباطأ بشكل واضح متأثرا بارتفاع الفائدة على الأموال الفيدرالية، وهو ما قلص أرباح الدولار مع زيادة التوقعات بأن المصرف المركزي للولايات المتحدة لن يرفع الفائدة باجتماع هذا الشهر.
وفي حين أن ارتفاع تكاليف الوقود يمكن اعتبارها أمرا مؤقتا. إلا أنه يمثل انتكاسة طفيفة على أساس شهري وسنوي، ولكن لكن لم تكن هناك مفاجآت كبيرة في بيانات التضخم خلاف ذلك. إذ كانت الأسواق تترقب ارتفاع معدل التضخم بالفعل. وقد حدث ذلك، ولكن، في المجمل، فإن الاتجاه العام للبيانات لا يزال يبدو أنه على طريق التراجع.
الدولار وأزواج العملات
وعلى صعيد التداولات، تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.13% إلى 1.0740 دولار. خاصة بعد التوقعات الحكومية المتشائمة للاقتصاد الألماني بالربع الثالث. في حين استقر الجنيه الاسترليني أمام الدولار الأمريكي عند 1.2493 دولار، على خلفية بيانات النمو والتصنيع المتباينة.
وبالنسبة لتداولاته أمام عملات الملاذ الآمن، فقد صعد الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.16% ليصل إلى 147.31 ين. كما ارتفع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.10% إلى 0.8923 فرنك.
وفي نفس الوقت، استقر الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي عند 0.6428 دولار أمريكي. في حين صعد الدولار النيوزلندي بحوالي 0.27% أمام الدولار الأمريكي إلى 0.5919 دولار أمريكي. واستقر الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي عند 1.3548 دولار أمريكي.
لماذا تخلى الدولار على بعض أرباحه رغم ارتفاع التضخم وبأعلى من المتوقع؟