الدولار يغير مساره الصعودي ويهبط بقوة، فما السبب؟
الدولار يغير مساره الصعودي ويهبط بقوة، فما السبب؟ شهد الدولار الأمريكي صعودا قويا خلال التعاملات المبكرة ليوم الثلاثاء، بدعم من الأنباء التي وردت بشأن اعتزام المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع إعلان قواعد جديدة أكثر صرامة للبنوك الإقليمية تهدف لضمان انحلال البنوك الإقليمية بأمان بمجرد أن تواجه هذه البنوك تحديات مالية قد تودي بكيانها، وهو ما يجنب البلاد من المخاطر المصرفية حال تفكك أي بنك، وكيلا تتكرر أزمة سيليكون فالي مجددا، وهو ما أدى لتنامي التوقعات بشأن استقرار القطاع المصرفي داخل الولايات المتحدة بما انعكس إيجابا على تحركات الدولار بسوق العملات في تلك الأثناء.
إقرأ أيضاً | عاجل: صعود جماعي في أسعار العملات الرقمية بعد انتصار جراي سكيل على هيئة SEC.
ولكن سرعان ما تخلى الدولار عن مساره الصعودي بالتدولات اللاحقة فور صدور عدد من البيانات الاقتصادية بوقت سابق من اليوم والتي أثرت على توقعات الأسواق بشأن تحركات السياسة النقدية المقبلة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وما لها من انعكاسات قوية على أداء الدولار.
وفي السطور القادمة، يمكن تناول أبرز الأسباب التي ساهمت في انخفاض الدولار الأمريكي بالتداولات:
1. سلبية بعض البيانات الاقتصادية الهامة
أسفر عن سلبية كلا من مؤشر ثقة المستهلك في أغسطس وبيانات الوظائف الشاغرة ودروان العمل لشهر يوليو في تعزيز الزخم الهبوطي لتداولات الدولار بسوق العملات؛ إذ كشفت الولايات المتحدة عن تسجيل مؤشر ثقة المستهلك نحو 106.1 نقطة، بأسوأ من توقعات الأسواق بأن يسجل المؤشر نحو 116.0 نقطة.
وتعكس ثقة المستهلك حجم الإنفاق الاستهلاكي بالبلاد وبالتالي إذا كان المستهلك غير واثق في النشاط الاقتصادي، فلن يقوم بشراء السلع بما يعزز انخفاض الطلب الكلي داخل الولايات المتحدة ومن ثم تراجع أسعار السلع وانخفاض التضخم.
أما عن بيانات الوظائف الشاغرة لشهر يوليو، سجلت الشركات عددًا أقل بكثير من الوظائف الشاغرة، وانخفض عدد الأمريكيين الذين تركوا وظائفهم بشكل حاد للشهر الثاني على التوالي، بما يعكس تراجع معدلات التوظيف داخل الولايات المتحدة بتلك الفترة، في إشارة لهدوء سوق العمل داخل الولايات المتحدة بما يقلل الضغوط على أصحاب العمل لرفع الأجور ومن ثم تراجع الضغوط التضخمية.
وساهمت هذه البيانات في تغذية التوقعات حيال توقف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن رفع الفائدة باجتماع شهر سبتمبر المقبل؛ حيث كشفت أداة تتبع أسعار الفائدة الفيدرالية لمجموعة CME أن ما يقرب من 78% من الأسواق يتوقعون تثبيت الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة باجتماع سبتمبر، وهو ما أدى بنهاية المطاف إلى تراجع الدولار بقوة.
2. تراجع عوائد السندات الأمريكية
أدى انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية بمختلف آجالها في تعزيز الزخم الهبوطي لتداولات الدولار اليوم. حيث سجل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات انخفاضا بحوالي 1.77%. ليستقر عند 4.144%. علاوة على تراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 سنة بنحو 1.24% ليسجل 4.435% تقريبا. وهو ما يعكس إحجام المستثمرين على شراء الدولار ، بما أثر سلبا على أدء الدولار الأمريكي اليوم.
الدولار الآن
بالتطرق لتداولات اليوم، نلاحظ بأن مؤشر الدولار الأمريكي . الذي يقيس أداء العملة مقابل عملات أخرى- تراجع بنحو 0.10% ليستقر عند 103.95 نقطة تقريبا.
الدولار يغير مساره الصعودي ويهبط بقوة، فما السبب؟