هل يرتفع اليورو في المستقبل؟
هل يرتفع اليورو في المستقبل؟ شهد اليورو في عام 2022 تقلبًا كبيرًا، حيث اتجه المستثمرون للبحث عن ملاذ آمن نظرًا لاحتمالية حدوث ركود اقتصادي حاد في أوروبا بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا والمخاوف من الاضطرابات في إمدادات الطاقة في فصل الشتاء، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض والتضخم،
إقرأ أيضاَ | الدولار الأسترالي يعمق خسائره لأدنى مستوى فى 11 شهرًا بعد قرار متوقع من البنك المركزي.
ومع بلوغ عام 2023، قرر البنك المركزي الأوروبي رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس في فبراير، ومرة أخرى في مارس، وخلال أغسطس الماضي شهد اليورو انخفاض بنسبة تزيد عن 3% من أعلى مستوياته السنوية، حيث بدأ الدولار الأمريكي يظهر قوة متزايدة بفضل أداء اقتصاده الأكثر مرونة وانتعاشًا.
ويراقب المستثمرون التحليلات والبيانات الاقتصادية وتوقعات الخبراء بشأن مستقبل اليورو على المدى القريب خلال ما تبقى من عام 2023، وكذلك على المدى البعيد وصولًا لعام 2030، وخلال هذا التقرير نستعرض أهم التوقعات بشأن اتجاه أسعار اليورو، وكذلك العوامل المؤثرة على أسعاره.
الاستثمار في الفوركس مع أفضل شركات التداول
بالرغم من المصاعب التي تواجه اليورو، ولكن زوج اليورو/ دولار لا يزال جاذبًا للعديد من المستثمرين، وخاصة أصحاب استراتيجيات التداول طويلة المدى، وبالنسبة للمستثمرين على المدى القصير، فيمكن أن تكون هناك خيارات أفضل من أزواج العملات وذلك وفقًا لأهدافهم الاستثمارية ومداها الزمني، وتلعب شركة التداول دور كبير في مد عملائها بالأدوات والمعلومات الموثوقة التي تساعدهم في اختيار زوج العملات المناسب لاستثماراتهم.
هل يرتفع اليورو في المستقبل؟
توقعات اليورو لبقية عام 2023 وما بعده
يعتبر زوج EUR/USD يُعتبر واحدًا من أبرز الأزواج الرئيسية في سوق الفوركس، حيث يحظى بشعبية كبيرة ويتم تداوله بكثرة، مما يدفع المتداولين حول العالم إلى تحليله والتنبؤ باتجاهات أسعاره خلال الأشهر والسنوات التالية، استنادًا إلى ارتفاع معدل التضخم، وتحركات أسعار الفائدة، والأوضاع الاقتصادية والسياسية وتأثيرها على الأسواق العالمية.
وتتباين توقعات الخبراء والمؤسسات الاقتصادية حول مستقبل أسعار اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال الربع الأخير من عام 2023 وما بعده، فيرى بيسول وكريس تورنر وفرانتيسك تابورسكي من مجموعة ING إن زوج EUR/USD من المحتمل أن ينهي العام بالقرب من 1.00، ثم قامت المجموعة بتعديل توقعاتها بأن ينهي اليورو الربع الأخير من العام عند 1.12 دولار، و1.15 دولار خلال عام 2024، فيما جاءت التوقعات للفترة 2025- 2030 أن يكون تداول اليورو فوق مستوى 1.20 دولار استنادًا إلى توقعات أسعار الفائدة.
فيما توقعت بلومبرج أن يصل سعر اليورو/الدولار إلى 1.18 خلال ما تبقى من العام، وجاءت توقعات مورجان ستانلي
أن يصل السعر إلى 1.15 بحلول نهاية العام، كما توقع محللو بنك أوف أمريكا ارتفاع اليورو مقابل الدولار الأميركي إلى 1.10 بحلول نهاية العام الجاري، وإلى 1.15 بحلول نهاية عام 2024، وجاءت توقعات بنك دويتشه أكثر تفاؤلًا، حيث تنبأ بوصوله إلى 1.20 دولار مع نهاية 2023.
وتوقع إيه آي بيك أب اتجاهًا هبوطيًا لليورو خلال ما تبقى من عام 2023، وأن يستقر عند سعر 1.1 دولار في نهايته، فيما تنبأ بارتفاعه خلال السنوات التالية وصولًا إلى متوسط 1.24 دولار في عام 2024 و1.26 دولار في عام 2025، و1.36 دولار في عام 2030، ثم 1.39 دولار في عام 2032.
العوامل المؤثرة على سعر اليورو
نظرًا لأن زوج اليورو/ دولار يتم تداوله على نطاق واسع، قد يكون من الصعب التنبؤ بسعره على المدى الطويل، نتيجة تأثره بعوامل مختلفة والتي من شأنها أن تغير اتجاهه بشكل غير متوقع أو مفاجئ.
ومن أهم العوامل المؤثرة على سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي:
1. السياسات النقدية للبنوك المركزية
تصاعدت تعقيدات الوضع الاقتصادي لليورو بسبب قرارات البنوك المركزية الأخيرة، فبينما اتخذ البنك المركزي الأوروبي قرارًا برفع معدلات الفائدة، قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك الوطني السويسري وبنك إنجلترا، الإبقاء على معدلات الفائدة الحالية دون تغيير، وهذا الاختلاف في سياسات الفائدة يمكن أن يشجع المستثمرين على البحث عن ملاذ آمن في الدولار الأمريكي، مما يؤدي إلى زيادة الضغوط على اليورو بعزوف المستثمرين عنه.
2. النمو الاقتصادي
تشير البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو إلى اتجاه سلبي. بينما تأتي بيانات إيجابية من الولايات المتحدة، مما يشير إلى احتمال حدوث تغيير كبير في توقعات النمو بين الاقتصادين لصالح الولايات المتحدة، حيث تشير تقديرات النمو في الولايات المتحدة إلى توقعات عالية بزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وعلى الجانب المقابل. تشير نفس الأنواع من المؤشرات إلى انكماش في اقتصاد منطقة اليورو. مما يؤدي إلى اتساع الفجوة في معدلات النمو بين الاقتصادين وتأثير ذلك على أداء عملتيهما.
3. التضخم
تشير التوقعات إلى أن تزايد حالة التضخم في الاقتصاد الأمريكي. مما سيدفع الفيدرالي الأمريكي إلى تبني سياسة نقدية أكثر تشددًا، في الوقت نفسه. يمكن أن يضطر البنك المركزي الأوروبي إلى تغيير مساره نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا. مما يعني أن أسعار لفائدة ستتجه لصالح الدولار الأمريكي. حيث يمكن أن يجذب ارتفاع العوائد في الولايات المتحدة المزيد من الاستثمارات الأوروبية نحوها مع تراجع حدة التضخم الاقتصادي.
4. الأزمات السياسية
من المرجح أن تتزايد الأزمات السياسية المرتبطة بالصراع الروسي الأوكراني مع اقتراب دخول فصل الشتاء في أوروبا. وهو ما يؤدي لارتفاع المخاطر المرتبطة باليورو وتفضيل المستثمرين لاعتبار الدولار الأمريكي ملجأ آمن. مما يزيد من الطلب عليه.
وبالنظر في مجموع هذه العوامل المؤثرة في اتجاهات أسعار زوج اليورو/ دولار. يمكن القول أن اليورو سيواجه مصاعب على المدى القصير. ما لم تحدث تغيرات سياسة أو اقتصادية أو نقدية مخالفة للتوقعات الحالية. ولكن مع استمرار الأوضاع على هذا النحو فسيكون الدولار الأمريكي أكثر جذبًا للمستثمرين في أسواق الفوركس على حساب اليورو.
هل يرتفع اليورو في المستقبل؟