“مايكروسوفت” تدعم توسع “AMD” برقائق الذكاء الاصطناعي…
الشركتان تتعاونان لتوفير بديل لمنتجات "إنفيديا" وأسهم "إيه إم دي" تقفز 6.5% الخميس.
“مايكروسوفت” تدعم توسع “AMD” برقائق الذكاء الاصطناعي. الشركتان تتعاونان لتوفير بديل لمنتجات “إنفيديا” وأسهم “إيه إم دي” تقفز 6.5% الخميس. تعمل “مايكروسوفت” مع “أدفانسد مايكرو ديفايسز” –”إيه إم دي”- على توسع مصنعة الرقائق إلى مجال معالجات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. ويشكل هذا التعاون جزءاً من استراتيجية متعددة الجوانب لتأمين الحصول على مزيد من المكونات المطلوبة بشدة.
تتعاون الشركتان لتوفير بديل لشركة “إنفيديا”، التي تهيمن على سوق الرقائق المناسبة للذكاء الاصطناعي، المعروفة باسم وحدات معالجة الرسوم، حسب الأشخاص الذي طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لخصوصية الموضوع. وتوفر “مايكروسوفت”، عملاقة البرمجيات، الدعم لتعزيز جهود “إيه إم دي”، وتعمل مع شركة صنع الرقائق على تطوير معالج محلي لـ”مايكروسوفت” يلائم أحمال عمل الذكاء الاصطناعي، الذي مُنح الاسم الرمزي “أثينا” (Athena).
فرانك شو، المتحدث باسم “مايكروسوفت”، نفى مشاركة “إيه إم دي” في “أثينا”، وقال: “(إيه إم دي) شريك رائع.. ومع ذلك، فهم لا يشاركون في (أثينا)”.
قفزت أسهم “إيه إم دي” بأكثر من 6.5% يوم الخميس، وارتفعت أسهم “مايكروسوفت” 1%، ورفض ممثل “إيه إم دي” التعليق. فيما انخفضت أسهم “إنفيديا” 1.9%.
طفرة الذكاء الاصطناعي
يشكل هذا الاتفاق جزءاً من موجة واسعة النطاق لتعزيز قوة معالجة الذكاء الاصطناعي، والتي لاقت رواجاً كبيراً بعد طفرة روبوتات المحادثة مثل “تشات جي بي تي” والخدمات الأخرى المعتمدة على تقنية الذكاء الاصطناعي. وتُعتبر “مايكروسوفت” من أكبر مقدمي خدمات الحوسبة السحابية، وقوة دافعة لاستخدام الذكاء الاصطناعي معاً. حيث ضخت الشركة 10 مليارات دولار في شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) التي طورت “تشات جي بي تي”، كما تعهدت بإضافة تلك المميزات إلى كل منتجاتها البرمجية.
تعكس تلك الخطوة أيضاً ترسيخ مشاركة “مايكروسوفت” في صناعة الرقائق، فما زالت الشركة تؤسس قسماً للسيليكون على مدى السنوات الماضية تحت قيادة راني بوركار، المديرة التنفيذية السابقة بشركة “إنتل”، ووصل عدد العاملين بالمجموعة حالياً إلى نحو ألف موظف. يُذكر أن موقع “ذي إنفورميشن” (The Information) الإخباري كشف الشهر الماضي عن تطوير “مايكروسوفت” لرقاقة الذكاء الاصطناعي “أثينا”.
يعمل مئات من هؤلاء الموظفين على مشروع “أثينا”، وأنفقت “مايكروسوفت” نحو ملياري دولار على جهود تطوير الرقائق، وفقاً لأحد الأشخاص. لكن ذلك المشروع لا يعني الانفصال عن “إنفيديا”. حيث تنوي “مايكروسوفت” الاستمرار في العمل الوثيق مع هذه الشركة، التي تعد رقائقها عصب تدريب نظم الذكاء الاصطناعي وتشغيلها. كما تحاول “مايكروسوفت” إيجاد طرق للحصول على المزيد من معالجات “إنفيديا”، ما يوضح النقص الشديد التي تواجهه “مايكروسوفت” والشركات الأخرى.
إضافات جديدة للمنتجات القديمة
يتطلب التعاون بين “مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي”، وقائمتها من خدمات الذكاء الاصطناعي الجديدة. قوة حاسوبية على مستوى يفوق ما توقعته الشركة عندما طلبت الرقائق وأنشأت مراكز البيانات.
إقرأ أيضاً | الذكاء الاصطناعي يساعد على قراءة الأفكار.. فما خطورة ذلك علينا؟
جذبت خدمة “تشات جي بي تي” التي طورتها “أوبن إيه آي” اهتمام الشركات الراغبة في تضمينها بمنتجاتها أو تطبيقاتها. وطرحت “مايكروسوفت” نسخة من محرك بحثها “بينغ” تعتمد على تقنية المحادثة. إلى جانب أدوات حزمة “أوفيس” (Office) الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
كما حدّثت الشركة منتجاتها القديمة مثل أداة “غيت هب” (GitHub) لتوليد رموز البرمجة. وتعمل كل برامج الذكاء الاصطناعي تلك في خدمة “مايكروسوفت أزور” (Microsoft Azure) السحابية، وتحتاج لمعالجات قوية مرتفعة السعر توفرها “إنفيديا”.
أولوية قصوى
تولي “إيه إم دي” لهذا المجال أولوية رئيسية. فقالت ليزا سو، الرئيسة التنفيذية. خلال الإعلان عن أرباح شركة صنع الرقائق الثلاثاء: “نحن في غاية الحماس حيال فرصتنا في الذكاء الاصطناعي. فهو أهم أولوياتنا الاستراتيجية. ما زلنا في المراحل المبكرة من عصر حوسبة الذكاء الاصطناعي. ومعدل الاعتماد عليه ونموه أسرع من أي تكنولوجيا أخرى في العصر الحديث”.
إقرأ أيضاً | “هوزون” الصينية تبدأ تصنيع سيارات كهربائية في تايلندا…
وقالت سو أيضاً إن “إيه إم دي” لديها فرصة لصنع رقائق مخصصة لأكبر عملائها لاستخدامها في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
حالياً يولي فريق بوركار في “مايكروسوفت”، والذي سبق أن عمل على رقائق الخوادم وحواسيب “سرفِس” (Surface). الأولوية لمشروع “أثينا”، إذ يطور وحدة لمعالجة الرسوم يمكن استخدامها لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي. حالياً يجري اختبار المنتج داخلياً، وقد يُتاح على نطاق أوسع في العام المقبل، وفقاً للمطلعين على الأمر.
هيمنة “إنفيديا”
حتى لو نجح المشروع خلال ذلك الإطار الزمني، فالنسخة الأولى ستكون مجرد نقطة بداية، وفقاً للمطلعين. فصنع رقاقة جيدة يستغرق سنوات، و”إنفيديا” لديها أسبقية كبيرة. فهي موردة الرقائق المفضلة لعديد من مقدمي أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومنهم “أمازون للخدمات السحابية” (AWS) التابعة لشركة “أمازون”، و”غوغل كلاود”. كما حصل إيلون ماسك على آلاف المعالجات لشركته الوليدة للذكاء الاصطناعي، وفقاً للتقارير.
إنشاء بديل لمنتجات “إنفيديا” سيكون مهمة صعبة، فالشركة تقدم حزمة من البرمجيات والأجهزة تعمل معاً، وتتضمن الرقائق، ولغة البرمجة. ومعدات الشبكات والخوادم، ما يسمح للعملاء برفع قدراتهم بشكل سريع.
وهذا أحد أسباب هيمنة “إنفيديا”، لكن “مايكروسوفت” ليست الوحيدة التي تحاول تطوير معالجات الذكاء الاصطناعي في شركتها. حيث استحوذت “أمازون”، منافستها في الخدمات السحابية، على شركة “أنابورنا لابس” (Annapurna Labs) في 2016. وطورت معالجين مختلفين للذكاء الاصطناعي، كما تملك “غوغل” التابعة لشركة “ألفابت” رقاقتها للتدريب.
“مايكروسوفت” تدعم توسع “AMD” برقائق الذكاء الاصطناعي. الشركتان تتعاونان لتوفير بديل لمنتجات “إنفيديا” وأسهم “إيه إم دي” تقفز 6.5% الخميس.
المصدر : asharq business