النفط يرتفع بسبب هجمات البحر الأحمر وتراجع الإنتاج الأمريكي

النفط يرتفع بسبب هجمات البحر الأحمر وتراجع الإنتاج الأمريكي
ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء، محافظة على أعلى مستوياتها منذ 23 يونيو حزيران، بدعم من الهجمات على السفن في البحر الأحمر، إلى جانب مخاوف من فرض رسوم جمركية أمريكية حادة على النحاس، وتوقعات بانخفاض إنتاج النفط في الولايات المتحدة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 48 سنتًا، أو ما يعادل 0.7%، لتصل إلى 70.63 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 08:55 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 51 سنتًا، أو 0.8%، ليصل إلى 68.84 دولارًا للبرميل.
إقرأ أيضاَ | الدولار يسجل أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين مقابل الين مع تصاعد الحرب التجارية
وبعد أشهر من الهدوء في البحر الأحمر، تجددت الهجمات في هذا الممر البحري العالمي الحيوي خلال الأسبوع الماضي، حيث أشارت مصادر إلى أن ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن تقف وراء هذه الهجمات.
ويجري في الوقت الراهن تنفيذ عملية إنقاذ لطاقم سفينة شحن غرقت في البحر الأحمر بعد تعرضها لهجوم أدى إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة من أفراد الطاقم. ولم تعلن جماعة الحوثي حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.
كما تلقت أسعار النفط دعمًا من تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، صدر يوم الثلاثاء، توقّع أن تنتج الولايات المتحدة نفطًا أقل في عام 2025 مقارنة بالتوقعات السابقة، وذلك مع تباطؤ أنشطة المنتجين الأميركيين نتيجة انخفاض الأسعار.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إنه سيعلن عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، بهدف تعزيز إنتاج الولايات المتحدة لهذا المعدن الحيوي في صناعة السيارات الكهربائية، والمعدات العسكرية، وشبكات الكهرباء، والعديد من السلع الاستهلاكية.
وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي أجّل فيه ترامب بعض المواعيد النهائية لفرض الرسوم الجمركية إلى الأول من أغسطس، ما أعطى بعض الأمل للشركاء التجاريين الرئيسيين بإمكانية التوصل إلى اتفاقات لتخفيف الرسوم، رغم أن العديد من الشركات لا تزال غير متأكدة من المسار المستقبلي.
ورغم المخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تقليص الطلب على النفط، فقد كان هناك طلب قوي على السفر خلال عطلة الرابع من يوليو في الولايات المتحدة، كما أظهرت البيانات احتمال زيادة مخزونات الخام الأميركية بنحو 7.1 مليون برميل.
وقالت مذكرة بحثية صادرة عن شركة الوساطة النفطية بي في إم: “مع الهجمات في البحر الأحمر وارتفاع استهلاك الوقود خلال الصيف في الولايات المتحدة، ينبغي لفكرة وفرة المعروض في المستقبل أن تتراجع لصالح الاعتبارات قصيرة الأجل”.
ومن المقرر أن تصدر البيانات الرسمية لمخزونات النفط الأمريكية عن إدارة معلومات الطاقة الساعة 14:30 بتوقيت جرينتش.
في سياق متصل، يستعد منتجو النفط في مجموعة أوبك+ لزيادة كبيرة أخرى في الإنتاج خلال شهر سبتمبر، مع استكمالهم تفكيك التخفيضات الطوعية للإنتاج التي التزمت بها ثماني دول أعضاء، إلى جانب انتقال الإمارات إلى حصة إنتاجية أكبر، بحسب خمسة مصادر مطلعة.
وجاء ذلك بعد إعلان المجموعة، يوم السبت، عن زيادة الإمدادات بمقدار 548 ألف برميل يوميًا لشهر أغسطس.
وقال سوفرو ساركار، رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك دي بي إس: “أسعار النفط أظهرت مرونة مفاجئة في مواجهة تسارع زيادات الإمدادات من أوبك+”.
من جهته، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي يوم الأربعاء إن أسواق النفط تستوعب الزيادات في إنتاج أوبك+ دون تراكم في المخزونات، مما يعني أن الأسواق “عطشى” للمزيد من النفط.
وأضاف المزروعي: “يمكنكم أن تلاحظوا أنه حتى مع الزيادات المستمرة على مدى عدة أشهر، لم نشهد تراكمًا كبيرًا في المخزونات، ما يعني أن السوق كان يحتاج بالفعل إلى تلك الكميات”.