مقالات منوّعة

الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال .. ما بين الحظر والدمج.

الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال .. ما بين الحظر والدمج. تكافح الشركات للتعامل مع تسارع وتيرة تطور وانتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ تهرع بعض الشركات لدمج أدوات تلك التكنولوجيا في المهام الوظيفية اليومية، بينما يتجنبها الآخرون، على الأقل في الوقت الحالي.

وعلى الرغم من سرعة انتشاره، لا تزال كُبرى الشركات توازن بين مدى كفاءته ومخاطر حقوق النشر والأمن المحتملة من استخدامه، وبينما تسن بعض الشركات الأُخرى حظراً داخلياً على أدوات الذكاء الاصطناعي حتى يفهموا التكنولوجيا بشكل أفضل، بدأت شركات أُخرى بالفعل تقديم التكنولوجيا الحديثة للموظفين بطرقها الخاصة.

إقرأ أيضاَ | لماذا تطول فترة انتظارك في “ستاربكس”؟

لماذا تحظر الشركات استخدام الذكاء الاصطناعي؟

حظرت العديد من الشركات البارزة استخدام تشات جي بي تي داخلياً كلياً، بما في ذلك «جيه بي مورغان تشيس» و«نورثروب غرومان» و«أبل» و«فيريزون» و«سبوتيفاي» و«أكسنتشر»، ومع ذلك أعرب عدد منها عن مخاوفه بشأن الخصوصية والأمان، ومن إدخال موظفيه معلومات وبيانات تخص الشركة لتشات جي بي تي، ومن احتمالية تسريب تلك المعلومات الحساسة بواسطة الأداة في مكان آخر.

لكن تردد تلك الشركات بشأن الترحيب باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مؤقتاً.

من بين الشركات الإعلامية التي تنتج الأخبار، شجع رئيس تحرير «إنسايدر» نيكولاس كارلسون الصحفيين على إيجاد طرق لدمج الذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار، وقال في أبريل نيسان «تسونامي قادم، فإما نركب تلك الموجة أو ستقضي علينا»، ولكن الخيار الممتع حقاً هو ركوبها، إذ سيجعلنا أسرع وأفضل.

«إنسايدر»

منعت «إنسايدر» موظفيها من وضع تفاصيل المصادر والمعلومات الحساسة الأُخرى في «تشات جي بي تي»، بينما أوقفت سلسلة الصحف «جانيت» مؤقتاً استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في كتابة القصص الرياضية في المدارس الثانوية بعد أن ارتكبت التكنولوجيا المسماة «ليدي إيه آي» العديد من الأخطاء في القصص الرياضية المنشورة في صحيفة «ذا كولومبوس ديسباتش» في أغسطس آب.

من بين الشركات التي تحظر «تشات جي بي تي» حالياً، هناك من يناقش استخدامها مستقبلاً بمجرد معالجة المخاوف الأمنية بها، وقدرت «يو بي إس» أن عدد مستخدمي «تشات جي بي تي» النشطين وصل إلى 100 مليون مشترك شهرياً في يناير كانون الثاني، وهو بعد نحو شهرين من إطلاقه.

دفع هذا النمو السريع الشركات الكبيرة كي تجد طرقاً لدمج التكنولوجيا بمسؤولية في البداية، لكن في الوقت نفسه انخفض عدد زيارات موقع «تشات جي بي تي» للشهر الثالث على التوالي في أغسطس آب، ما شكل ضغطاً على شركات التكنولوجيا الكبرى كي تحافظ على الاهتمام الشعبي الموجود، وتجد تطبيقات جديدة للمؤسسات وتطور من نماذج الإيرادات لمنتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

يقول رئيس الاستراتيجية التكنولوجية العالمية والابتكار والشراكات في «جيه بي مورغان» لاري فينسميث «لن نطرح أدوات الذكاء الاصطناعي في المؤسسة إلا بعد التأكد من زوال جميع مخاطر استخدامها»، بينما أكدت شركة «نورثروب غرومان» عدم إدخال البيانات الداخلية على منصات خارجية، حتى يتم فحص تلك المنصات بالكامل، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».

شركات تنشئ أدوات ذكاء اصطناعي خاصة

يبدو أن العديد من الشركات، حتى «تشات جي بي تي» نفسها. قد وجدت بالفعل إجاباتها الخاصة على معضلة أمن الذكاء الاصطناعي التوليدي في عالم الأعمال.

قدمت «والمارت» أداة داخلية تُسمى «ماي أسيستانت» لـ50 ألف موظف في الشركة. كي تساعدهم في المهام المتكررة، والأفكار الإبداعية. وتهدف الأداة إلى تعزيز الإنتاجية والمساعدة في نهاية المطاف في تقديم نموذج جديد لسير العمل.

كما يرحّب عمالقة الاستشارات «ماكنزي» و«برايس ووتر هاوس كوبرز» و«إي واي» بالذكاء الاصطناعي. إذ أعلنت شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» في أغسطس آب إطلاقها أداة خاصة بها مدعومة بتقنية «أوبن إيه آي». لمساعدة الموظفين في الأسئلة واللوائح الضريبية كجزء من استثمار بقيمة مليار دولار أميركي لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي.

فيما أطلقت «ماكنزي» أداتها « لي لي» في أغسطس آب، وبدعم من الذكاء الاصطناعي يمكن لموظفيها طرح الأسئلة. وقيام الأداة بمسح بيانات الشركة لتحديد الإجابات ذات الصلة.

تستثمر «إي واي» نحو 1.4 مليار دولار أميركي في التكنولوجيا، بما في ذلك أداتها التي تمثل نموذجاً داخلياً كبيراً للغة. ولتدريب الموظفين على الذكاء الاصطناعي، وفقاً لبيان صحفي في سبتمبر أيلول.

تلك الأدوات الداخلية للشركات كـ«لي لي» و«ماي أسيستانت» مصممة خصيصاً لتحدَّ من مخاوف بعض الشركات بشأن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي. وحقيقة إنشائها توفر للموظفين بديلاً موثوقاً للاستفادة من قدرته على زيادة الكفاءة وإزالة خطر تسرُّب البيانات أو مشكلات حقوق النشر.

الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال .. ما بين الحظر والدمج.

المصدر : اضغط هنا
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى