استقرار البيتكوين وسط تصاعد المخاوف من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب

استقرار البيتكوين وسط تصاعد المخاوف من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب
شهدت عملة البيتكوين (BTC) استقرارًا بالقرب من مستوى 108,000 دولار يوم الثلاثاء، لتُظهر قدرًا من الصمود على الرغم من التوترات المتجددة في الأسواق العالمية. ويأتي ذلك في أعقاب موجة جديدة من العزوف عن المخاطرة، أثارها إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسائل جمركية إضافية لعدة دول، وتمديد الموعد النهائي للرسوم المتبادلة حتى الأول من أغسطس.
رغم الغموض التجاري.. اهتمام مؤسسي متواصل يدعم السعر
وعلى الرغم من تصاعد حالة عدم اليقين التجاري، لا يزال الاهتمام المؤسسي والشركاتي بالبيتكوين قويًا. فقد أعلنت شركة “مورانو” عن إضافة البيتكوين إلى خزينتها الاستثمارية، كما سجلت صناديق البيتكوين المتداولة (ETFs) تدفقات نقدية إيجابية جديدة يوم الاثنين، مما ساعد على دعم السعر عند مستوياته الحالية.
إقرأ أيضاَ | الدولار الأمريكي يستقر مع تصاعد الحرب التجارية
البيتكوين يُظهر مرونة في مواجهة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية
واصلت البيتكوين التداول بثبات قرب 108,000 دولار خلال جلسة التداول الأوروبية ليوم الثلاثاء، بعد تراجع طفيف شهدته العملة في اليوم السابق. وعلى الرغم من إعلان ترامب بشأن الرسوم الجمركية يوم الاثنين، أبدت العملة المشفرة قدرًا من التماسك.
وبحسب تقرير صادر عن نشرة “ذا كوبيسي ليتر”، فقد أرسل ترامب مزيدًا من “الرسائل الجمركية” التي تشمل فرض رسوم تجارية أعلى على مجموعة من الدول الآسيوية والأفريقية. كما هدد بأن أي دولة تنحاز إلى سياسات تحالف “بريكس” المعادية للولايات المتحدة ستُفرض عليها رسوم إضافية بنسبة 10%، دون أي استثناءات.
ومن المقرر أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، ما أثار موجة جديدة من النفور من المخاطرة عالميًا، ودفع بالبيتكوين للهبوط إلى ما دون 109,000 دولار يوم الاثنين.
وقال المحلل “هاريش منغاني” من موقع FXStreet: “في ظل غياب بيانات اقتصادية مهمة محركة للأسواق من الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، سيتوجه تركيز السوق إلى محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) المقرر صدوره يوم الأربعاء”.
وسينتظر المستثمرون مؤشرات حول مسار تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما سيؤثر على الطلب على الدولار الأمريكي، ويوجه حركة البيتكوين باعتبارها العملة الرقمية الأكبر من حيث القيمة السوقية.
سلسلة فنادق “مورانو” تنضم إلى سباق خزين البيتكوين للشركات
أعلنت شركة “مورانو غلوبال إنفستمنتس”، وهي شركة عقارية مدرجة في بورصة ناسداك وتتركز أعمالها على الفنادق والمنتجعات، يوم الاثنين عن تعزيز استراتيجيتها المؤسسية من خلال إنشاء خزانة استثمارية من البيتكوين.
واشترت الشركة مؤخرًا 21 وحدة من البيتكوين، وانضمت إلى مبادرة “بيتكوين للشركات”، وهي تحالف مدعوم من شركة “مايكرو ستراتيجي” بقيادة مايكل سايلور، لتسريع تبني البيتكوين على المستوى المؤسسي.
كما دخلت الشركة في اتفاقية شراء أسهم احتياطية (SEPA) مع شركة “يوركفيل”، بقيمة محتملة تصل إلى 500 مليون دولار، مع توجيه العائدات العامة الناتجة عن بيع الأسهم لاستخدامها في الاستثمار بالبيتكوين ضمن الأغراض العامة للشركة.
وبعيدًا عن الطلب المؤسسي من الشركات، لا يزال اهتمام المستثمرين المؤسسيين قويًا أيضًا، حيث أظهرت بيانات “SoSoValue” أن صناديق البيتكوين الفورية المتداولة سجلت تدفقات مالية بقيمة 216.64 مليون دولار يوم الاثنين، مواصلة بذلك سلسلة التدفقات الإيجابية لليوم الثالث على التوالي منذ 2 يوليو.
وفي حال استمرار هذه التدفقات وزيادتها هذا الأسبوع، قد تتمكن البيتكوين من ملامسة أو حتى تجاوز مستوياتها القياسية السابقة.
مؤشرات على تصاعد التوترات الجيوسياسية
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC يوم الثلاثاء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح بأن الولايات المتحدة ستستأنف إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، بعد إعلان سابق الأسبوع الماضي عن تعليق بعض شحنات الأسلحة الحيوية لكييف.
وخلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب إنه “غير راضٍ” عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أن “أوكرانيا تتعرض لهجمات عنيفة للغاية”.
وفي بيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، شون بارنيل، أشار إلى أن “بتوجيه من الرئيس ترامب، ترسل وزارة الدفاع أسلحة دفاعية إضافية إلى أوكرانيا لضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها، بينما نعمل على تحقيق سلام دائم ووقف القتل”.
ويشير هذا الإعلان إلى أن الحرب في أوكرانيا لا تتجه نحو التهدئة بل إلى مزيد من التصعيد. وفي حال تفاقم هذه التوترات العسكرية والجيوسياسية، قد يتجه المستثمرون نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب، ما يعزز مناخ العزوف عن المخاطرة في السوق، وهو ما قد لا يكون في صالح أصول مثل البيتكوين.